أبو عبيدة : الملثم الذي حير إسرائيل و حاولت إغتياله أكثر من مرة
اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الأخيرين بخبر استشهاد الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، بعد إعلان الجيش الإسرائيلي استهداف منزل في قطاع غزة قالت إنه كان يؤويه وعائلته. الرواية الإسرائيلية أفادت بأن طائرة حربية قصفت المبنى بشكل مباشر، ما أدى إلى تدميره بالكامل، مرجّحة مقتل أبو عبيدة داخله، في وقت لم يصدر فيه أي تأكيد أو نفي رسمي من حركة حماس بشأن مصيره.
الخبر سرعان ما تصدر واجهات النقاش الإلكتروني والإعلامي، حيث انقسمت التفاعلات بين من تداول الرواية الإسرائيلية كحقيقة، وبين من شدد على ضرورة انتظار موقف رسمي من كتائب القسام، في ظل تجارب سابقة أعلن فيها الجيش الإسرائيلي عن اغتيال قيادات فلسطينية قبل أن يتبين عكس ذلك.
ويُعد أبو عبيدة أحد أبرز الوجوه الإعلامية للمقاومة الفلسطينية، إذ برز اسمه لأول مرة عام 2006 خلال إعلان كتائب القسام مسؤوليتها عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. ومنذ ذلك الحين أصبح الصوت الرسمي للجناح العسكري لحركة حماس، يطل عبر بيانات مصورة وبيانات صوتية خلال جولات التصعيد، مستخدماً خطاباً شديد اللهجة ضد إسرائيل، ما جعله شخصية محورية ورمزاً إعلامياً بارزاً داخل فلسطين وخارجها.
أبو عبيدة، الذي لم يُكشف عن اسمه الحقيقي ولا ملامحه حتى اليوم، تحوّل إلى أيقونة لدى أنصار المقاومة الفلسطينية، وصوت يترقبه الملايين مع كل تطور ميداني. حضوره الإعلامي ظل لسنوات سلاحاً معنوياً موازياً للسلاح العسكري، إذ تُعنى تصريحاته برفع معنويات الشارع الفلسطيني وبث رسائل تحدٍّ لإسرائيل.
ويأتي الجدل حول مصيره في وقت تشهد فيه غزة واحدة من أعنف الحملات العسكرية منذ بدء الحرب الحالية، حيث تواصل إسرائيل استهداف قيادات حماس السياسية والعسكرية في محاولة لإضعاف بنيتها التنظيمية، فيما تؤكد الحركة أن المعركة لا تزال مفتوحة وأن قدراتها لم تُستنزف بعد.
وبينما يترقب الشارع الفلسطيني والإعلام العربي والدولي أي موقف رسمي من كتائب القسام بشأن مصير ناطقها العسكري، يبقى خبر استشهاد أبو عبيدة وفق الرواية الإسرائيلية محل جدل وتساؤلات، في انتظار تأكيد أو نفي قد يضع حداً للشائعات المتداولة.